تأمن الروح سكينة معشوقها الترابى؛ هو وهى منفردان يذوبان فى العشق.
تكتفى بحبه ويكتفى بطيبتها وينزوى حاملهما بعيدا فى عالم من التسابيح والروحانيات الغير معلنه
.هو-حاملهما-وحيد
.أدرك جمال ما يحمل من عشق داخلى بعدما خانه قلب بشرى
اخفت عينيها وانطوت على قلبها تبكى وحينا تكتم انفاسها وحينا تكف عن البكاء لتتأمل يديها
تدرك الروح أن العشق فى الدنيا يرفع صاحبها لمنزلة الملاك فتعلو معه ومسكنها السماء
للحب الحامل للدم من كل ذى قلب الى قلب طبيعته الموروثه ؛تشعر الجده ببكاء طفلتها ودون سؤال تطلب اليها أن تبكى فى حرقه فالدنيا التى أفنت من فيها تستحق البكاء ولكن ابكى حتى الموت ربما تبكى عليكى ما لم تبكى على أحد
تقترب منها ولابد للدفء الايأخذ كل مأخذ حتى لاتقطع أوصال استئناس النفس بحالها
تضع يديها الباليه على قلب الصغيره"ليس القلب هو ذاك الدق وانما القلب هو من يحمل روحا نقيه تعاند فى الدنيا لتعود لصاحبها كما هى نقيه" وتعلمها الجده أن الفتاه اذا ما تعالت فوق كل نفس صار لها سترا من النور الابيض يوضع على مقربة منها بينها وبين ربها لايمر منه سواها
بينما كنت نائمه ذات ليه قبل وفاة والدتى بسنة واحده رأيتنى ألعب كعادتى صغيره مع جارتى الصغيره تجذب الكره وتدور فى دائره مغلقه حولى الا أن ألتقط منها الكره لأدور فى نفس الدائره وبينما أدور, جاءت الىّ والدتى مسرعه تجذبنى من يدى ومعى الكره وتخبرنى أنه قد حان وقت رحيلها, فأعدت الكره لجارتى وذهبت معها وسألتها كيف علمت ولما؟! فمازلت أنا صغيره وعندما توفيت جدتى كنتى انتى كبيره لا يمكن أن تتركينى هكذا, ضحكت وطلبت منى ان أفرح لأنى ذاهبه لرؤية جدتى فسكت... لكنى أعلم جيدا أننى سأراها من بعيد لن ألمسها وسرنا حتى وجدنا مسجدا كبيرا فى اطراف القريه : مسجدا كبيرا كل من فيه نساء يرتدون السواد وجدتى تقف فى مقدمة المسجد وحدها وبجوارها سترة من نور لم أعلم حينها ماهى
وعندما وصلنا دخلت امى تجرى لا أدرى ان خلعت حذاؤها أم لا حتى أنها لم تودعونى وهنا علمت أنه حان رحيلى عنهما والعوده للكره وجارتى وانتابنى شوق لجدتى فمر اكثر من ثمانى سنوات على رحيلها وعندما ههممت بالرحيل رأيت جدتى تفتح زراعيها لاحتضانى خلعت حذائى والتصقت بها وبكيت وطلبت منها أن تترك أمى لايمكن لهما الرحيل دونى
طلبت منى أن أعود فهذا أمر قد نفذ طلبت منها أن تلتمس من الرب أن يترك أمى لى وأن نقتسم سويا ما تبقى لى من سنين ففتحت الستره المنيره وبعد حين خرجت لتخبرنى أنها يمكن أن تقضى معى يوما واحدا فقط
واستيقظت لتتركنى من افناها مرضها لتموت شهيدة المرض بعد عام
أمى ماعاد لى شوق اليكى
فما اخذه القدر لاحنين اليه
لاحنين
لقبلة على الجبين
لاحنين
لوردة وبيت شعر وتنهيده
لاحنين
لطفلة سأتركها وحيده
أذكركى لأعلم روحكى انى وجدت عاشقة لى من نفسى لن يأخذها القدر ويتركنى
الأن فقط علمت انى ساموت بالعشق من نفسى
لكى الرحمه ايتها الروح الطيبه
ولك الرحمه أيها الجسد الشهيد
13\2\2007