Monday, May 26, 2008

رؤى بريئه جدا

كانت الرؤيا دائما تحمل القلب كالسحاب الأسود على بدايات الوجع ويعرف الوجع وحده كيف يغزل من اطراف الذكريات جروحا فكانت الرؤيا أول مايرث من الجراح


لم تصدق جدتى وفاة زوجها عنها صغيرة فاعتكفت التدخين والرؤى .وكانت تخبر الاطفال فى القريه أن الموت طيف وأن الصالحين وحدهم يلمسهم ذاك الطيف فتعلموا كيف تخلطون الطالح فيكم بالصالح

لم تضع جدتى يوما الماء على الجمر بل كانت ترقد عليه فينطفئا سويا ,كنت أعجب وكانت تفتخر لذاتها بتعجبى. ورغم تشددها ورؤياها المفزعه الا انى لم أمل
أدمنت يوما بيع الخضار على اعتاب دارها القديمه.فكنت ارى بعض الخضار عناقيدا من نار فكنت افزع ولكنى اعتدت ان اداوى فزعى باستنشاق اعقاب سجائرها فاشعر انى جمرة من نار


سارت جدتى يوما لزيارة رجلا كان يطلب خطبتها بعد وفاة زوجها كان مريضا.لم تدخل جدتى لرؤيته ولكنها وقفت ساعتان أمام بيته حتى خرج اولاده يشيعون موته بالصراخ والعويل وكلماتا حنقاء لم احبها يوماوكانت جدتى هناك تدخن سيجاره


اصبحت جدتى كطيف الموت وطيف الرضا عن الذات

حسن الصوت كراوى السماء يحمل ترانيم التعبد وترانيم الوداع

هكذا حملت عن جدتى قصائدها المغناه فكانت تجيد الغناء والروايه, ولم اعلم ان قصص جدتى لم تكن حقيقيه حتى اختلقت قصصا فصدقها أصحابى ولم اكن ابلغ العاشره حينها

أدركت الحقيقه وأن لى روحا بداخلها, وتوفت جدتى حينما ادركت

فعلمت ان ادراك الروح لانتمائها يحملها جرحا ابديا.

علمت ان الرؤيا هى موطنى الجديد فكففت عن التدخين وبيع الخضار والنوم على الجمر فيكفينى عنها الرؤيا لأحيا

13/10/2007

3 comments:

FATMA said...

انتي كلامك هنا لمس قلبي اوي يا مي

شيماء الجيزى said...

مصدقتش سنك وانا بقرأ

انتى حكيمه

بجد

يحميك ربى من كل شيطان رجيم

كلماتك روعه

ما اروع

تحياتى يا جميلة

عين ضيقة said...

ادراك الروح لانتمائها يحملها جرحا ابديا


الله

بقالى كتير ماحستكيش مبدعة بجد

الله يامى
برافو
برافو